روى البخاري ومسلم عن أبي ذر –
رضي الله عنه – قَالَ: (أَتَيْتُ النَّبِيَّ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ
وَهُوَ نَائِمٌ ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدْ اسْتَيْقَظَ فَقَالَ مَا مِنْ
عَبْدٍ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا
دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى
وَإِنْ سَرَقَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى
وَإِنْ سَرَقَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى
وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ.. أَبِي ذَرٍّ.. وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ
إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا قَالَ وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ)
المعنى العام : حقيقة
من حقائق ديننا الحنيف يوضحهاالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث
الشريف وهو أن الموحد لله تعالى مهما عمل من ذنوب ومعاصي فإنها لا تخرجه عن
دائرة الإيمان حتى ولو مات مصرا على فعلها ما دام يشهد بوحدانية الله
ومؤمنا برسالة رسوله صلى الله عليه وسلم .
الفوائد :
1-الذنوب والمعاصي لا تحجب صاحبها عن رحمة الله .
2- هي من باب الحث على التوبة والمبادرة للصالحات .
3- إذا مات العبد مصرا على المعاصي فهو في مشيئة الله .
4- عظم كلمة التوحيد وثوابها .
قصة : عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من
جهينة ، فصبحنا القوم على مياههم ، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم ،
فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله ، فكف عنه الأنصاري ، وطعنته برمحي
حتى قتلته ، فلما قدمنا المدينة ، بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال
لي : (( يا أسامة ، أقتلته بعد ما قال لا
إله إلا الله ؟ فما زال يكررها على حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك
اليوم) متفق عليه.
من الأقوال : قال النووي
– رحمه الله – "واعلم أن مذهب أهل الحق من
السلف والخلف أن من مات موحداً دخل الجنة قطعاً على كل حال، وأن كانت له
معصية كبيرة ومات من غير توبة فهو في مشيئة الله تعالى، فإن شاء عفا عنه
وأدخله الجنة أولاً وجعله كالقسم الأول وإن شاء عذبه القدر الذي يريده
سبحانه وتعالى ثم يدخله الجنة فلا يخلد في النار أحد مات على التوحيد ولو
عمل من العاصي ما عمل... كما أنه لا يدخل الجنة أحد مات على الكفر ولو عمل
من البر ما عمل".
----