tazawadعضو جديد
New Page 2 | موضوع: خطبة الصلاة على النبي( عليه الصلاة والسلام) الجمعة أبريل 09, 2010 5:37 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى
أما بعد: فيا عباد الله لازلنا مع هذا الباب العظيم من أبواب الخير والبركة وهذا الميدان الواسع من ميادين الاستباق ألا وهو الصلاة على النبي (عليه الصلاة والسلام )، ونريد أن نشنف أسماعكم اليوم بكلام إمام عظيم من أئمة الإسلام، ألا وهو ابن القيم رحمه الله.
ومن الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة على النبي (عليه الصلاة والسلام)امتثال أمر الله سبحانه وتعالى، وهي من أعظم الفوائد لأن الله أمرنا بالصلاة عليه في قوله: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) ومنها موافقته سبحانه في الصلاة على النبي (عليه الصلاة والسلام )وإن اختلفت الصلاتان لأن الله يصلي عليه حيث ذكر ذلك في قوله: (إن الله وملائكته يصلون على النبي)، ومنها موافقة ملائكته الكرام عليهم الصلاة والسلام في الصلاة على النبي (عليه الصلاة والسلام )، ومنها حصول عشر صلوات من الله على من صلى عليه مرة واحدة، ومنها أنه يرجى إجابة الدعاء إذا قدم الصلاة على النبي (عليه الصلاة والسلام ) قبل الدعاء، فهي ترفع الدعاء عند رب العالمين، ومنها أنها أي الصلاة على النبي سبب لشفاعته (عليه الصلاة والسلام) إذا قرنها بسؤال الوسيلة له أو أفردها، ومنها أنها سبب لغفران الذنوب، ومنها أنها سبب لكفاية الله العبد ما أهمه، ومنها أنا سبب لقرب العبد من النبي (عليه الصلاة والسلام )يوم القيامة، ومنها أنها تقوم مقام الصدقة لذى العسرة، ومنها أنها سبب لقضاء الحوائج، ومنها أنها سبب لصلاة الله تعالى على المصلي وصلاة ملائكته عليه، ومنها أنها زكاة للمصلي تطهير له، ومنها أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته، ومنها أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة، ومنها أنها سبب لرد النبي (عليه الصلاة والسلام )على المصلي، ومنها أنها سبب لتذكر العبد ما نسيه، ومنها أنها سبب لطيب المجلس وأن لا يعود حسرة على أهليه يوم القيامة، ومنها أنها سبب لنفي الفقر، ومنها أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكر اسمه (عليه الصلاة والسلام )، ومنها أنها ترمي صاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها، ومنها أنها تنجي من نتن المجلس الذي لايذكر في الله ورسوله ويحمد ويثنى عليه فيه ويصلى على رسوله (عليه الصلاة والسلام )، ومنها أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدأ بحمد الله والصلاة على رسوله، ومنها أنها سبب لوفور نور العبد على الصراط، ومنها أنها يخرج بها العبد عن الجفاء، ومنها أنها سبب لإبقاء الله سبحانه الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل، فلابد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك، ومنها أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله صلى الله عليه وسلم، وهذا الدعاء مستجاب، والجزاء من جنسه، ومنها أنها سبب لنيل رحمة الله له لأن الرحمة إما بمعنى الصلاة كما قال طائفة وإما من لوازمها وموجباتها على القول الصحيح، فلابد للمصلي عليه من رحمة تناله، ومنها أنها سبب لمحبته للرسول (عليه الصلاة والسلام )وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لايتم إلا به، لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه تضاعف حبه له وتزايد شوقه إليه واستولى على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره وإحضاره وإحضار محاسنه في قلبه نقص حبه من قلبه، ولاشيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه، ولا أقر لقلبه من ذكره واستحضار محاسنه، فإذا قوي هذا في قلبه جرى على لسانه بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه، والحس شاهد بذلك، ومنها أن الصلاة عليه (عليه الصلاة والسلام )سبب بمحبته لهذا العبد المصلي فإنها إذا كانت سبباً لزيادة المحبة المصلي عليه فكذلك هما سبب لمحبته هو للمصلي عليه (عليه الصلاة والسلام )، ومنها أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه فإنه كلما أكثر الصلاة عليه (عليه الصلاة والسلام )وذكره استولت محبته على قلبه حتى لايبقى في قلبه معارض لشيء من أوامره، ولاشك في شيء مما جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوباً مستوراً في قلبه ولازال يقرأه على تعاقب أحواله ويقتبس الهدى والصلاح وأنواع العلوم منه، وكلما ازداد في ذلك بصيرة وقوة معرفة ازدادت صلاته عليه (عليه الصلاة والسلام )، ومنها أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه (عليه الصلاة والسلام )وذكره عنده، ومنها أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي (عليه الصلاة والسلام ) وفيه: ((رأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه وأنقذته)).
تلكم ياعباد الله بعض الفوائد والثمرات الحاصلة من الصلاة على النبي (عليه الصلاة والسلام )فلنهب بها يا عباد الله إلى هذا الفضل العظيم ولنسعَ في تحصيله فهو خير لنا عند ربنا، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أما بعد: فلا زال الكلام لابن القيم رحمة الله عليه حيث قال في الفائدة والثمرة السابعة والثلاثين ما نصه: إن الصلاة عليه (عليه الصلاة والسلام )أداء لأقل القليل من حقه مع أن الذي يستحقه لايحصى علماً ولاقدراً ولا إرادة ولكن الله سبحانه لكرمه رضي من عباده باليسير من شكره وأداء حقه، ومنها أنها أي الصلاة على النبي متضمنة لذكر الله تعالى وشكره ومعرفة إنعامه على عبيده وإرساله، فالمصلي عليه قد تضمنت صلاته عليه ذكر الله وذكر رسوله وسؤاله أن يجزيه بصلاته عليه ما هو أهله كما عرفنا ربنا وأسماءه وصفاته وهدانا إلى طريقه ومرضاته وعرفنا مالنا بعد الوصول إليه والقدوم عليه، فهي متضمنة لكل الإيمان بل هي متضمنة بالإقرار بوجوب الرب المدعو وعلمه وسمعه وقدرته وإرادته وحياته وكلامه وإرسال رسوله وتصديقه في أخباره كلها وكمال محبته، ولا ريب أن هذه هي أصول الإيمان، فالصلاة عليه متضمنة لعلم العبد ذلك وتصديقه به ومحبته له، فكانت من أفضل الأعمال، ومنها أن الصلاة عليه (عليه الصلاة والسلام )من العبد هي دعاء، ودعاء العبد وسؤاله ربه نوعان أحدهما: سؤاله حوائجه ومهماته وما ينوبه في الليل والنهار، فهذا دعاء وسؤال وإيثار ذكره ورفعه، ولا ريب أن الله تعالى يحب ذلك ورسوله (عليه الصلاة والسلام )يحبه، فالمصلى عليه قد صرفه سؤاله ورغبته وطلبه إلى محاب الله ورسوله وآثر ذلك على طلبه حوائجه ومحابه هو، بل كان هذا المطلوب من أحب الأمور إليه وآثرها عنده، فقد آثر ما يحبه الله ورسوله على مايحبه هو فقد آثر الله ومحابه على ما سواه والجزاء من جنس العمل، فمن آثر الله على غيره آثره الله على غيره.
انتهى كلامه رحمه الله، الله آثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم انصرنا على من بغى علينا، اللهم صلِ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. موقع طريق الدعوة |
|
| موضوع: رد: خطبة الصلاة على النبي( عليه الصلاة والسلام) السبت أبريل 10, 2010 7:12 am | |
| هوانا بحرري ; توقيع العضو | |
|
|
| موضوع: رد: خطبة الصلاة على النبي( عليه الصلاة والسلام) السبت أبريل 10, 2010 10:38 am | |
| مشكووووووووووووورة علىا لموضوع المتميز رؤووف رؤووف ; توقيع العضو | |
|
|