روعة المعانىعضو مشارك
New Page 2 | موضوع: بشريات وأفراح لقاء الله الإثنين فبراير 27, 2012 12:31 pm | |
| البشرى السابعة والخمسون
المغفرة لكل من شارك من القضاء إلى العزاء وهنا بشرى من أحداث كل يوم عندما تحضرنا وفاة أحد من حولنا أو نسمع عنها وفى الأغلب تنقبض نفوسنا وتتحرك مشاعرنا بالحزن والألم لكن الحبيب يعلمنا كيف ننفذ لما وراء الظاهر ونرى البشرى التى حلَّت فبشرى للميت بالمغفرة ومثلها لكل
من حضر أوشارك فياليت شعرى من نهنىء ومن نُبشِّر الميت أم المصلين أم المشيعين أم الملائكة والمؤمنين المستقبلين{إذا سمعتم بموت مؤمن أو مؤمنة فبادروا إلى الجنة فإنه إذا مات مؤمن أو مؤمنة أمر الله جبريل أن ينادي
في الأرض: رحم الله من شهد جنازة هذا العبد فمن شهدها فلا يرجع إلا مغفورا له} [1]هل جاءتكم البشرى إذا سمعتم بموت أحد فأسرعوا فثمَّ الجنة لمن شاء أو أحب وتمنى يا للعجب والفضل ليس له حد والكرم لا يوقفه أحد فقد فتح أبواب الإنعام من لدن الحنان ذى الإكرام بل قال
النبى فى الحديث الذى يبين سعة عطاء الله وكرمه{من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط}[2]{إِنَّ أَوَّلَ مَا يُتْحَفُ بِهِ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ أَنْ يُقَالَ لَهُ ابْشِرْ فَقَدْ غُفِرَ لِمَنْ تَبِعَ جَنَازَتَك}[3] {إِنَّ أَوَلَّ مَا يُتْحَفُ بِهِ الْمُؤْمِنُ إِذَا دَخَلَ قَبْرَهُ أَنْ يُغْفَرَ لِمَنْ صَلَّىٰ عَلَيْهِ }[4]والله إن البشريات فى كل لفظة تحتاج إلى صحف لشرح ما فيها من هدايا{مَنْ غَسَّلَ مَيِّتاً فَكَتَمَ عَلَيْهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً}{وَمَنْ كَفَّنَ مَيِّتاً كَسَاهُ اللّهُ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ فِي الْجَنَّةِ وَمَنْ حَفَرَ لِمَيِّتٍ قَبْراً فَأَجنَّهُ فِيهِ أَجْرَى اللّهُ لَهُ مِنَ الأجْرِ كَأَجْرِ مَسْكَنٍ أَسْكَنَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } [5] { مَنْ حَفَرَ قَبْراً بَنى الله لَه بَيْتاً في الجَنَّةِ ومن غَسَلَ مَيِّتاً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كيومَ ولدتهُ أُمُّه ومن كَفَّنَ مَيِّتاً كسَاهُ الله من حُلَلِ الجنَّةِ ومن عزَّى حَزيناً ألبَسَهُ الله التقوى وصلَّى على روحِه في اَلأرواحِ ومن عزّى مُصَاباً كَسَاهُ الله حُلَّتَيْنِ مِنْ حُلَلِ الجنَّةِ لا تَقُومُ لَهُمَا الدُّنيا ومن اتَّبعَ جِنَازَةً حَتَّى يُقضى دَفْنُها كُتِبَ له ثلاثةُ قَرَاريطَ القيراطُ مِنها أعظمُ من جبلِ أحد ومن كَفِلَ يَتيماً أو أَرْمَلَةً أَظَلَّهُ الله في ظِلِّهِ وأدخَلَهُ الجنَّةَ}[6] {مَنْ عَزَّىٰ مُصَاباً فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ}[7]فهل تتبعتم البشريات أم أدركم التعب من القراءة أما رسولنا فلم يشتك يوماً من كثرة ترديد تلك الألفاظ أو هذه العبارت بأساليب منوعة مرات بالليل وأخريات بالنهار فتأتينا أحاديث عديدة فهل تنبهنا أو تابعنا وأعددوا الأصناف معى من أول هذه البشرى لنهايتها: من حفر قبراً -من غسل ميتاَّ -من غسَّل ميتا فكتم عنه -من كفَّن ميتاً -من حمله -من صلًّى عليه -من شهد جنازته -من أتبع جنــازته -من أتبع جنازة حتى يصلى عليها -من أتبع جنازة حتى يصلى عليها وتدفن -من أسكنه فى قبره -من عزَّى حــزينا -من عزَّى مصابا(وهذا غير ذاكَ) من كفل يتيما ( من تبعات الموت)من كفل أرمـلة(من تبعات الموت أيضاً)وأنا أريد منكم أن تعيدوا قراءة الأحاديث السابقة عدة مرات وتفهموا منها جزاء كل فعل من الأفعال التى ساقها حبيب القلوب لكل واحد من الأصناف العديدة التى ذكرت بالأحاديث ولا تنسوا أبداً إذا سمعتم بموت أحد فماذا؟فثمَّ الجنة فثمَّ الجنة فادخلوها آمنين ولذلك كان الصالحين يذكِّرون كثيراً بعبر الموت لنتعظ به فثم الجنة فقالوا : فطر النفوس تقودها لعناها واللـه بالشرع الشريف هداها
لولا الشريعة بينت سبل الـهدى ضلت نفوس في سحيق هواها
نفسي تميل إلى الحظوظ بطبعها والقهر والإفساد كل مناها
والجسم آلات لـها تسعى بها وبريدها الحس الذي أرداها
تسعى لتقوية الجسوم وكم رأت موتى تشيع صبحها وضحاها
ترجو الخلود ولا خلود وتشتهي نيل الحظوظ وفي الحظوظ بلاها
تلك القبور لذي البصيرة عبرة يفنى بها عن غادة وحلاها
وي والقصور مع القبور وكم ترى مَنْ نفسُه بحظوظه دساها
تلك القصور من التراب مشادة بئس الصنيع صنيع من أعلاها
لو شام عاقبة الأمور لفر من تلك القصور ونفسه زكاها البشرى الثامنة والخمسون
إستقبال الرسول والملائكة للمؤمن وهنا بشرى الحبيب المحبوب وهو يطئمن على وصول أحبابه من أرباب الصدق والقلوب إذ وصلوا لمحطة النهاية فالآن الميت بين يدى الله هو عندنا ميت وعند مولاه فى شأن آخر وتتوالى البشريات وتتعدد فملائكة الله تكون فى إستقبال أهل الإيمان أى
تصطف كتائب من حرس الشرف الملائكى وربما كان مع هؤلاء الملائكة رسول الله وصحبه الكرام فإذا كان ذلك جاء معه كبار ملائكة الله ولكن كيف يعلم
أهل السماء بنعى هذا الرجل المؤمن حتى يتجهزوا لإستقباله؟ هذا ما أجاب عليه الحبيب فى حديث البراء بن عازب(ذكرنا أغلبه سابقاً){وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ على مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا: مَا هذَا الرُّوحُ الطَّيبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا}فينعى إليهم فى هذه الساعة، فيقال لهم مات فلان بن فلان ثم قال النبى{ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحِونَ لَهُ، فَيُفْتَحُ لَهُ، فَيُشَيعُهُ مِنْ كُل سَمَاءٍ مُقَربُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِليينَ}فأفصح أنه وقت ما تخرج الروح تطلع رائحة طيبة تهب على السموات العلى فتشمها الملائكة وهذا هو النعي بالنسبة لخاصتهم فيتساءلون أي مقرب يأتي إلينا؟ ثم تفتح أبواب السموات ويقف على أبواب كل سماء مقرَّبوها يستقبلوا هذه الروح الطيبة يقفون منتظرين حتى يروه ويستقبلوه ويهنئوه بسلامة الوصول وهذه من أعظم البشريات للمؤمن عند موته أن يرى سيدنا رسول الله أو ملائكة الرحمة أو إذا كان من أهل الكمال والجلال مع الله، يري أنوار حضرة الله{يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ} وهنا الذي يبشرهم هو ربُّ العزة جلَّ وعلا ولذلك سيدنا بلال في لحظات الموت كانت زوجته تجلس بجواره وتبكى وتقول واكرباه واحزناه فقال لها{لا تقولي واكرباه ولا تقولي واحزناه ولكن قولي: واطرباه وافرحتاه واسروراه غداً ألقى الأحبَّة محمداً وحزبه }[8]أنا ذاهب إلى أين ؟ أنا ذاهب عند رسول الله الذي يذهب لرسول الله في الدنيا يا إخواني ماذا نفعل له ؟ نحن نهنِّيه ونزفه إذاً الذي يذهب لرسول الله في الحياة الدائمة الباقية ماذا نفعل له؟ نفرح له ونزفه لأنها المنزلة العظمي وإذا شيعوا جنازته فإن الملائكة تحضر تشييع جنازات المؤمنين ولذلك يجب علينا ألا نتحدث إلا بما يرضى رب العالمين لأن رسول الله شيع جنازة ماشياً فرأى أناساً ركباناً فقال{ألا تستحيون!إن ملائكة الله يمشون على أقدامهم وأنتم على ظهور الدواب}[9]وللشيخ الشعراوى قصيدة طويلة أسماها "رسول الله ضاق بى الفضاء" أخذ فيها أبياتاً من قصيدتين لحسان بن ثابت إخترنا منها بعض الأبيات، يقول فيها : رسول اللـه ضاق بي الفضاء وجلّ الخطب وانقطع الأخاء
وجاهك يا رسول اللـه جاه رفيع ما لرفعته انتهاء
رسول اللـه إني مستجير بجاهك والزمان لـه اعتداء
وحاشى أن أرى ضيما وذلا ولي نسب بمدحك وانتهاء
وأنت أجلّ من ركب المطايا وشيمتك السماحة والحياء
رسول اللـه إني في عناء عسى بك ينجلي ذاك العناء
وما لي حيلة إلا التجائي لجاهك إذ يعز الالتجاء
رجوتك يا ابن آمنة لأني محبّ والمحبّ لـه رجاء
عسى بك تنجلى عني كروبي وكم كرب لـه منك انجلاء
وكم لك يا رسول اللـه فضل تضيق الأرض عنه والسماء
أقلني من ذنوب أثقلتني فأنت لعلتي نعم الدواء
وخذ بيدي فإني عبد سوء على كسب الذنوب لي اجتراء
وكن لي شافعاً في يوم حشر إذا ما اشتدّ بالناس البلاء
وحقق يا رسول اللـه ظني فجودك ليس لي فيه امتراء
وحاشى أن يخيب لديك سعيـي وليس لجود راحتك انقضاء
وها أنا بالذنوب ظلمت نفسي وجئتك والكريم لـه وفاء
وحاشى أن تعود يداي صفرا وفضلك ليس ينقصه الدلاء
قرأنا في الضحى ولسوف يعطي فسرّ قلوبنا هذا العطاء
وحاشى يا رسول اللـه ترضى وفينا من يعذب أو يساء
رسول اللـه فضلك ليس يحصى وليس لقدرك السامي فناء
سمعنا فيك مدحاً فابتهجنا وصار لنا بمعناه اكتفاء
خلقت مبرّأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء
وأجمل منك لم تر قط عين وأكمل منك لم تلد النساء
عليك صلاة ربي ما توالت دهور تلا صبحا مساء البشرى التاسعة والخمسون
بشرى صلاة رسول الله علي الميت أما هنا فبشرى أخرى ولون عجيب رسول الله يحضر للصلاة علي المؤمنين الله أكبر أين نجد ذلك؟ذلك فى أمر الله له{ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ}وحتى لا يقول أحد أن هذا لم يحدث وكيف يكون، فإنه كان يخبر عن رجل من أمته سيتكلم بعد الموت وكانت الصحابة تترقب ذلك حتى حدث فى عهد سيدنا عثمان وهذا يا إخواني وارد في كتب السيرة يروى سيدنا الربعى بن حراش{قال: كنا إخوة ثلاثة وكان أعبدنا وأصومنا وأفضلنا الأوسط منا(الربيع)فغبت غيبة إلى السواد ثم قدمت على أهلي فقالوا: أدرك أخاك فإنه في الموت فخرجت أسعى إليه فانتهيت وقد قضي وسجي بثوب فقعدت عند رأسه أبكيه قال:فرفع يده فكشف الثوب عن وجهه وقال: السلام عليكم قلت: أي أخي أحياة بعد الموت؟قال: نعم « إني لقيت ربي فلقيني بروح وريحان ورب غير غضبان وإنه كساني ثيابا خضرا من سندس وإستبرق وإني وجدت الأمر أيسر مما تحسبون(ثلاثا)فاعملوا ولا تفتروا ثلاثا إني لقيت رسول الله فأقسم أن لا يبرح حتى آتيه فعجلوا جهازي ثم طفئ (أى سكت فجأة)فكان أسرع من حصاة لو ألقيت في الماء قال: فقلت:عجلوا جهاز أخي وفى رواية قال: مات أخ لي كان أصومنا في اليوم الحار وأقومنا في الليلة الباردة فذكر القصة وزاد فيها قال: فبلغ ذلك عائشة فصدقته وقالت: كنا نسمع أن رجلا من هذه الأمة سيتكلم بعد موته }[10]فهل سيصلى على الذين في عصره فقط؟هل انتهت هذه الصلاة أونسخت هذه الآية من كتاب الله؟لا لكنه سيصلي على كل المؤمنين إلى يوم الدين فحذارِ أن تقول أن صلاة النبي المختار والملائكة الأبرار لهذا الفرد فقط أو فى زمن الحبيب فقط فإن هذا أمر مستمر ليوم الدين ليس هناك مؤمن على مقام كريم من المقربين إلا وسيصلي عليه سيد الأولين والآخرين فوالله يا أخوانى إن صلاته مستمرة إلى يوم الدين على المؤمنين والصالحين بنص كلام الله وعندها تنادية ملائكـة الله{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } البشرى الستون
صلاة المسلمين وشهادة المصلين سرُّ مغفرة ربِّ العالمين
وهنا تأتى بشرى الصلاة على الميت! وشهادة المسلمين له ويالها من بشرى فيها الذكرى والعظة والعبرة والفرح والهنا بالبشرى كيف ذلك؟أقول لكم مباشرة وفى سهولة ويسر إذا مات المؤمن وصلى عليه إخوانه المسلمون فيا بشراه فقد غفر له مولاه اسمعوا إلى الحديث الذي يبشرنا فيه أجمعين إذ يقول{ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ شُفعُوا فِيهِ وَالأُمَّةُ أَرْبَعُونَ إِلى مِائَةٍ}[11]فإذا لم نجد الأربعين نطبق عليه النص الآخر من كلام الصادق الوعد الأمين{مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثَلاَثَةُ صُفُوفٍ فَقَدْ أَوْجَبَ }[12]ولو كان فى كلِّ صف رجلٌ واحدٌ، فإذا صلَّى عليه المؤمنون وجبت له الجنة فمن يملك أن يمسك فضل الله أو يخوِّف عباد الله فقط لا تغتروا و لا تتكاسلوا قد جعل الله المؤمنين يرحمون بعضهم ويشفعون فى بعضهم فإذا صلينا على مسلم صلاة الجنازة كانت شفاعة منا له عند الله يجعل الله له بها الجنة مثواه ومأواه ويعطينا بعد ذلك أجراً عظيماً وهنا تتضح وتشرق البشرى التى أري أن أبينها هنا بشرى إحتياج المسلمين لبعضهم فى الشهادة عليهم بأعمالهم وهو ما أكثر المسلمون من نسيانه هذه الأيام فأصبحت الناس كأنها استغنت عن بعضها ولكن هيهات سيأتى اليوم لا محالة وتكون شهادتهم لك بابك للجنة وهذه هى البشرى أفلا نستطيع أن نحافظ عليها فى الدنيا والسر يسير والباب سهل قريب ليشهد لكم الناس بالصلاح وسأدلكم على الباب وكيف تلجون ولذا نسأل الحبيب لمن نشهد يا رسول الله؟قال صلوات ربى وتسليماته عليه{إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يَعْتَادُ المَسْجِدَ – يواظب على الجماعة فيه – فَاشْهَدُوا لَهُ بالإِيْمَانِ }[13]وفى رواية{ فاشهدوا له بالصلاح} لقول الله{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله مَنْ آمَنَ بالله وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ}[14]أفلا يمكننا ذلك؟وعندها إذا صلينا وشهدنا لأخينا بالصلاح لأنه كان يتابع الصلاة معنا بالمسجد فإذا شهدنا له بالصلاح والتقى فياهناه فقد كان جالساً بين صحبه كما ورد فى صحيح البخارى ومسلم رضى الله عنهما{أن أصحاب رسول الله مَرُّوا بجنازةٍ فأثْنَوا عليها خيراً، فقال النبيُّ وَجَبَتْ ثمَّ مَرُّوا بأُخرى فأثْنَوا عليها شَرّاً فقال:وَجَبتْ فقال عمرُ بن الخطاب:ماوَجَبتْ؟ قال:هذا أثَنيتُم عليهِ خيراً فوَجَبتْ لهُ الجنَّةُ وهذا أثنَيتُم عليهِ شرّاً فوَجَبتْ لهُ النارُ أنتم شُهَداءَ اللهِ في الأرضِ}وهذه نقطة قصَّر فيها المؤمنون الآن بالكسل في الذهاب إلى المسجد لذا يجب أن نذهب ونعرف من فيه ونتعرف بهم وإليهم وقد أصابتنا عادات غريبة علينا أننا نصلى في المسجد سنين وقد لا يعرف بعضنا بعضا؟ ويقول لماذا أعرفه وأنا لا أحتاج إليه؟وعندي كل شئ فلماذا أتعرف عليه؟أنا لست محتاجاً إليه ربما يكون ذلك هنا فى الدنيا ولكن هناك تحتاج إليه لا شك فاستعد لذلك وحتى لو كان أحد على سوءٍ ولا نعلم بذلك قال النبى {إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ، وَاللّهُ يَعْلَمُ مِنْهُ شَرّاً، وَيَقُولُ النَّاسُ خَيْراً، قالَ اللّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادَي عَلى عَبْدِي وَغَفَرْتُ لَهُ عِلْمِي فِيهِ}[15]ولذلك النبي أمرنا أن نشهد للميت والصلاة علي الميت شهادة له وإذا شهدنا للفرد المؤمن يدخل الجنة وفى الحديث الشريف روى أن جبريل قال للنبى{إن هذا الرجل ليس كما ذكروا ولكنكم شهداء الله في الأرض وأمناؤه على خلقه فقد قبل الله قولكم فيه وغفر له ما لا تعلمون} [16]إذاً سيدخل الجنة بشهادة إخوانه، وبشهادتنا يدخل الجنة وينال المنَّة، ولله الفضل من قبل ومن بعد وله الحمد فنحن نصلى على الميت لكي نشفع فيه، فحن بذلك نؤجر وهو يؤجر والكل يسعد ويبشر قال{وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يبشِّر بِهِ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَبْشِرْ وَلِيَّ اللَّهِ بِرِضَاهُ وَالْجَنَّةِ، قَدِمْتِ خَيْرَ مَقْدِمٍ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِمِنْ شَيَّعَكَ، وَاسْتَجَابَ لِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَكَ، وَقَبِلَ مَنْ شَهِدَ لَكَ }[17]ولأحد الأئمة فى الموت ومواقفه ولحظاته وعبره وآياته قصائد فى أرقى المعانى والصياغة التى يعجز عنها فحول اللغة والدين ومن ذلك أنه عندما حضرت المنية زوجته قال حال احتضارها قصيدة عجيبة جمع فيها بين أسرار وأنوار اللحظة العظيمة لخروج الروح إلى بارئها وبين تسجيل الشهادة الصادقة بالأخلاق الحميدة لتلك السيدة النقية الذاهبة للقاء ربها فيصفها بالصفات الراقية التى يعلمنا فيها كيف نذكر من يفارقونا بالخير ونشهد لهم بالبر كما ورد بالسنة فشهادتنا لهم باب سرِّ نجاتهم أو باب رفعة شأنهم وعلو قدرهم إن كانوا مرضياً عنهم من ربهم فقال: يا أم محمود لقد عشت في التقى تحبين أهل العلم والزهد والبر
خدمت لوجه الله عمراً بهمة تريدين وجه الله في بذل الخير
ومضيت عمرك في عفافٍ وفي تقىً محافظة يا أم أحمد في سر
تطيعين ربك ترقبين جلاله تطيعين زوجك في الشئون بلا عذر
أيا أم عبد الله كم لك موقف شديد به أقدمت بالحزم والبشر
خدمت أبي وأمي وواسيت إخوتي توالينهم بالفضل منك وبالصبر
إلى جنة الفردوس أم محمد عليك سلام الله منى ومن غيرى
نعم أنت أرضيت الجميع بحكمة بها نلت رضوانا من المنعم البر ثم وقف على قبرها داعياً لها مما يذكرنا كيف كان رسول الله يذكر السيدة خديجة بأحب صفاتها ولا ينسى عهدها أبداً ولا حتى صواحبتها اللائى كن يزرنها فى حياتها إنه خلق الوفاء الخلق العظيم الدى نحتاجه اليوم وكل اليوم الوفاء الوفاء الوفاء يا أهل الإيمان فلنتعلم قال : أيا أم محمود لقد عشت في هدىً مسارعة لله بالصدق والقصد
نقلت إلى دار البقاء أم أحمد مرادك وجه الله والفوز بالمجد
وإن أنسى ما الأشياء لم أنس رحمة تواسين مثلي في رخاء وفي جهد
لك الله من موف بعهدك إنني وحقك واف بعد موتك بالعهد
إلى جنة الفردوس سيري بسرعة فمثلك أخرى بالجنان وبالرفد
حفظت حدود الشرع في طول عشرة خدمت بني أمي خدمت بني جدي
وقد كنت للفقراء خير ذخيرة تجودين يا أختاه بالمال والود
عليك سلام من وفىَّ ومن أخ ومن كل أبنائي ومن مخلص فرد
أيا ربَّ أسكنها بروضات جنة أيا رب واقبلها بصدقات في الوعد
أيا ربَّ وامنحنا عطاياك رضنا أيا رب جملنا بدنيا وفي العَود روعة المعانى ; توقيع العضو | |
|
|
اماني2012عضو مشارك
New Page 2 | موضوع: رد: بشريات وأفراح لقاء الله الثلاثاء فبراير 28, 2012 10:56 am | |
| موضوع مهم جدا يجب عالكل قراءتة |
|
مازنعضو جديد
New Page 2 | موضوع: رد: بشريات وأفراح لقاء الله الثلاثاء فبراير 28, 2012 11:02 am | |
| |
|