من الصفات الأخلاقية الأساسية التي يجب أن تتحلى بها المرأة المسلمة عموماً، والداعية إلى الله على وجه الخصوص،
حفظ أمانة المجالس، وعدم البوح بأسرارها، وستر العورات فيها، وإسداء النصح لحاضريها، فإذا أحست المرأة المسلمة بخروج حديث المتحدثين عن آداب الدين أو التقاليد المرعية المحفوظة من تعاليم الإسلام، فإنها تنصح بلطف وهدوء، وتأخذ بأطراف الحديث إلى حيث تكون العفة والطهارة ومعالي الأمور والبعد عن التجريح واتباع العورات وحديث الغيبة والنميمة.
إن المرأة المسلمة الواعية تفهم قول الله عز وجل (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن، إن الشيطان يَنْزَغ بينهم) .. وقوله سبحانه (وقولوا للناس حسناً) كما تتبع رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم وهو يحث على مكارم الأخلاق [أقربكم مني مجلساً يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقاً، وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون المتفيهقون المتشدقون في الكلام] (رواه الترمذي وأحمد بمعناه) .
إن المرأة المسلمة قدوة في مجال حسن الخلق، وضبط اللسان عند الغضب وإمساكه عن قول الزور والدخول في توافه الأمور، فهي تنزع إلى المعالي دائماً وتروض نفسها على حب الخير للناس جميعاً، ولذلك فمجالسها رحمة، وحديثها صدق ومروءة وود، ونصحها أدب ولباقة، ولا تتلمس العثرات لبنات جنسها، ولا تتعالى على من هم أقل منها منزلة ومكانة، ولذلك فسيرتها دائماً محمودة، وحضورها موضع سعادة وغيابها تفتقده المجالس الصالحة، فهي إذن من علامات الصحوة المباركة في عالم المسلمين اليوم.